حَسَرَاَتُ إنسانْ ..!!

في هذا اليوم ، نعم إنه اليوم بالتحديد ، جلستُ في غرفتي البائسة
وعُدِتُ بذاكرتي إلى سنواتٌ فائتة ،
وبدأت أبحثُ وأنظرُ في ذاتي لَعَلّي أجدُ ركنٌ ضئيلٌ فارغ ...!!
ولكنّني وجدتُ بَعدَ أنْ أتعبنيَ البحثُ أنَّ كل ما بداخلي
عبارة عن حسراتٍ متراكمة بعضها فوق بعض ..،،
فوجدتُ نفسي أمسكُ قلمي وأكتُبُها ،
وبعد أن انتهيت من ذِكِرِ بعضها
فإنَّ مِنْ كثرةُ حسراتي خانتني ذاكرتي في سَرِدِ كثيراً منها .. !!
فوددتُ أن أُسجلُها ، فربما تعيشُ كلماتي أكثرُ مما أعيشُ أنا ...
الحسرةُ الأولى
عندما قدّرَ ليَ الله الاَّ يكونَ لديَّ إخوة أو أخوات ..
وما أقساها تلك اللحظات
لحظاتُ الوحدة والوحشة والكربات ....
فكلُ ما حولُك صمتٌ وسَكَنَات
فالأخُ هو يدُ العونِ الوحيدة في الأزمات ...
هو اليدُ التي تُزيل الهموم وتُجففُ الدمعات
ولكن تلك حكمةُ ربُ الارضِ والسماوات ...
ولكن كما قلت إنها مجرد حسرات
الحسرةُ الثانية
عندما إشتدَّ عودي .....
وشعُرتُ بذاتي ووجودي ...
ونَضُجَ فكري وتحطمت قيودي ..
بعدما كنتُ دائماً في صُعُودِ
أصبحت إلى دوَّاماتُ الإنحلالِ مشدودِ ....
أهملتُ دراستي وعاملتُ أبوايَ بكل جحودِ
أصبحتُ عبداً للسهر والسيجارة ونسيتُ يومَ يأكلني الدودِ ...
أصبحت جافاً وقاسي القلب بعدما كنتُ ودودِ
نسيتُ نفسي وتَخَطَّيتُ كلَ حدودي ...
ونَسِيتُ أنَّه ليس لِأصدقاءِ السوءِ وعودِ ..!!
وبفضلُ ربي ودعواتُ أمي عُدتُ كأنَّني مازلتُ مولودِ .....
ولكن أثرُ تلك الحسرة مازالَ في العمقِ موجودِ
الحسرةُ الثالثة
عندما إعتكفتُ عن العالم وقررتُ أن أبقى وحيد ...
يا للإنسان كم هو مغرورٌ عنيد
ظننتُ أنَّي في الوحدةِ والعُزلة سأكونُ سعيد ....
ولكن أصبحتُ دوماً بائس والحزنُ بداخلي يزيد
كنتُ أجهلُ أنَّ السعادة ليست لمن هو عن الله بعيد ...
كنتُ أشعرُ أنَّ بداخل صدري ليس قلباً وإنّما قطعةُ حديد
كنتُ أودُ البكاءَ ولكن كأنَّه كان في العينِ تجميد ...
يا ألمُ نفسي على حزنُ والدايَ الشديد
على ما وصل إليه إبنهما الوحيد ....
سبحانك ربي مهما يُصيبُهُما سيظل حبهما لِوَلَدِهِمَا يزيد
وشاء ربي أنْ أخرجَ للدنيا وأبدأ من جديد
الحسرةُ الرابعة
عندما قررتُ الخروجَ مِنَ الوحدة التي عشقتُها ....
دخلتُ الى دنيا مِنْ قبلُ ما عرفتُها
دنيا الإنترنت وياليتني ما دخلتُها .....
حياةٌ كاملة بذيفها وكذبها وآهاتُها
في بداية الأمرُ أحببتُها ..!!!!
وأجمل أيامَ عمري في تلك الحياةِ قد عشتُها
حياةُ الإنترنت حياة مزدحمة فيها من شرق الدنيا وغربها
والحقُ أقول أنَّ ما جذبني في تلك الحياة بعض منتدياتُها ...
وجدتُ الفكر وقلوبٌ مفتوحة ترى كل محتوياتُها
كتاباتٌ وحكايات ودموعٌ وآهات منثورة فوق صفحاتُها ....
وللأسف الشديد أنَّ تلك الحياة قد أدمنتُها .!!
وظننتُ أني سوف أموتُ إذا تركتُها ..!!! ..
نسيتُ بتلك الحياة حتى نفسي وإهتماماتُها
نسيتُ الوقت ، نسيتُ الزمن ، نسيتُ الحياةِ الحقيقة ولذَاتُها ...
ولكن هو اللهُ الذي يوقظُ الناسِ مِنْ غفلاتِها
وَقَدَرَ لي ربي أنَّني قابلتُ زوجتي وأحببتُها ...
ونسيتُ بها كل الحياة ولم أَعُدْ إلى هنا إلا بعدَ موتِها
وتلك أعظمُ حسرة في عمري واجهتُها
الحسرةُ الخامسة والسادسةُ والألف
عندما قَدَّرَ لي ربي أنْ يدقَّ قلبي للمرةِ الأولي في حياتي ...
كانت لإنسانة من الجمالِ بمكان بل تفوقه بمسافاتِ
كانت مرحة خفيفة الظل كأنها أميرة بين الفراشاتِ .
حاولتُ أنْ أَتَقَرّبُ إليها ولكن باتت بالفشلِ كل محاولاتي
يا حسرتي على تلك اللحظاتِ .....
وليتها تعود وأُقسم أنَّي أهِبُهَا كلَ نبضاتي
وقَدّرَ الله أنْ نتبادل الحبِ والنظراتِ .....
وكان الزواج هو أجمل الشعارات
تزوجنا ولم تدُم السعادة سوى من العمرِ ساعاتِ ...
أربعة أشهر كانت بالنسبة لي كل الحياةِ
أقسم أنَّ كل ذلك كأنَّه حُلم من أحلامِ اليقظاتِ ....
وماتتْ وماتتْ معها كل أحلامي وطموحاتي
ماتتْ بداخلي السعادة وإختفت إبتساماتي ...
يا ألمُ نفسي وكثرةُ حسراتي
يا حزنُ قلبي وآهاتي ....
وإلى الآن هي في فكري وقلبي ودمي حتى في شِعِرِي وأبياتي
ولن أنساها أبداً أبداً حتى مماتي ...
فإنَّ هَولَ العاصفة أَنْسَاني قوة اللطماتِ
أقسمُ أنَّها ليست حكاية من الحكاياتِ ....
وإنِّما هو فصلٌ قصيرٌ جداً من فصولِ حياتي ...[center]

تـ'،ـسـ'،ـلم مـ'،ـوٍضـ'،ـوٍع جـ'،ـمـ'،ـيـ'،ـل وٍدمـ'،ـت بـ'،ـوٍد
أِلِـﮰـطِـﮰـيَـﮰـرҜДlaألِـﮰـشُـﮰـأِدِىآِ

تـــســـ,,,ـــلــم مـــوضــوع مــشوق وجـمـيل

تــقــبل مــروري